[فن القتال] السفر لآلاف الأميال لتعلم الفنون القتالية بمفردك

المؤلف: وو تشاوهوي

التاريخ: 2025-7-17 الخميس، الساعة 7:39 صباحًا

········································

[فن القتال] رحلة التعلم الذاتي على مدى آلاف الأميال
"الطبيب لا يأتي إلى الباب، والمعلم لا يسير في الطريق." هذه الكلمات الثمانية، تبدو باردة وخالية، لكنها تعكس بدقة مسيرتي في فنون القتال على مدى عقود. لا أحد سيقدم لك المهارات الحقيقية على طبق من ذهب، ولا يوجد أي تلميذ حقيقي سيأتي إليك ليقول: "أنا هنا لأعلمك." كل ما يتعلق بالإرث الحقيقي، والمهارات الحقيقية، يجب أن تبنيه بنفسك، خطوة بخطوة، وتطرق الأبواب مرة بعد مرة. الطريق الذي سلكته هو "رحلة التعلم الذاتي على مدى آلاف الأميال".
تبدأ علاقتي مع رئيس الجمعية لين وينهوي في عام 1992 في هونغ كونغ. كانت تلك المرة الأولى التي أتعرف فيها على شخصيات بارزة في فنون الطاقة والتاي تشي. كان حينها رئيس "جمعية هونغ كونغ لفنون الطاقة والتاي تشي"، وكان يتمتع بجاذبية هادئة ووقار داخلي. على مدى سنوات، لم يقم بتعليم أساليب الطاقة الداخلية، وفي وقت لاحق قال بشكل عابر: "قف في وضعية الثبات، وبعد مئة يوم تحدث." بعد سنوات، أدركت المعنى، وعندما عدت إلى سيدني، بدأت في ممارسة وضعية الثبات يوميًا دون انقطاع. واستمر ذلك لأكثر من عام!
بعد "أساسيات وضعية الثبات لمدة مئة يوم"، بدأ الرئيس لين تدريجيًا في تعليمي جوهر فنون الطاقة والتاي تشي. لم يقم بتعليمي بشكل رسمي، لكنني فهمت: هذا اعتراف كبير. المهارات الحقيقية لا تكمن في الشكل الرسمي لـ "تلقين التلاميذ"، بل في ما إذا كنت تمارس بجد وتحقق النتائج. في عام 2001، تم تعييني مستشارًا فخريًا لجمعية هونغ كونغ لفنون الطاقة والتاي تشي، وشاركت لفترة طويلة في شؤون الجمعية والتبادل الثقافي. في عام 2013، سافرت مع الرئيس لين إلى تشن جياغو في رحلة بحث عن جذور التاي تشي، وكانت تلك الرحلة عودة مزدوجة للثقافة وفن القتال.
ومع ذلك، لم تقتصر ممارستي على التاي تشي فقط.
تبدأ علاقتي مع فن "شي يي" من خلال المعلم تشاو هونغ وي. هو تلميذ مباشر للمعلم لي تشونغ لينغ، المعروف بـ "ملك القوة الإلهية في شمال شرق الصين"، وهو مؤسس ورئيس مدرسة "شي يي" للتاي تشي. قام المعلم تشاو بتعليم فن "شي يي" في شمال شرق الصين، وبفضل مهاراته العالية، تم تعيينه كمدرب فنون قتالية للجيش والشرطة الخاصة والشرطة. انتشرت شهرته من المستوى المحلي إلى الوطني، بل وتأثرت بها دول أخرى، حيث زاد عدد الطلاب الذين جاءوا لتعلم فنون القتال من مئات إلى آلاف.
في عام 2007، وبفضل توصية من لين وينهوي، تعرفت على المعلم تشاو هونغ وي في شنتشن. رغم أنني كنت قد نشرت فن التاي تشي في أستراليا لسنوات، إلا أنني كنت أحتفظ باحترام كبير لفن "شي يي"، حيث كنت أمارس وضعية "سانتي" وفن "وو شينغ" دون انقطاع. في عام 2024، قام المعلم تشاو رسميًا بتعليمي كالتلميذ التاسع من الجيل المباشر لفن "شي يي" وعينني كمدير للمدرسة في أستراليا. هذه ليست مجرد شرف، بل هي التزام جاد: لنشر وتعزيز هذا الكنز من فنون القتال الصينية في جميع أنحاء العالم.
هذا النوع من الإرث ليس مجرد ادعاء من شخص واحد، بل هو تأكيد وتفويض من المعلم تشاو، مما شكل شبكة عالمية للتواصل. أنا في أستراليا، والعبء الذي أحمله هو "استمرار فن القتال وتعزيزه في منطقة واحدة".
أما بالنسبة للإرث الصحيح لفن التاي تشي، فقد انضممت رسميًا إلى مدرسة المعلم شان يينغ في أكتوبر 2024. المعلم شان هو تلميذ مباشر للمعلم لي جينغ وو، وهو الجيل الثاني عشر من عائلة تشن والجيل السادس من عائلة وو في فن التاي تشي. عندما تحدثت معه لأول مرة، شرحت له بالتفصيل تجربتي في وضعية الثبات، وأشكال القتال، وفهمي الهيكلي على مدى ثلاثين عامًا. بعد أن استمع، نهض وأظهر لي، وقام بتعديل نقاط جسدي الرئيسية بيده. تلك اللحظة التي شعرت فيها بفتح العظام والطاقة كانت لا تُنسى. أدركت أنني وجدت المعلم المناسب، وأنني على الطريق الصحيح للإرث الحقيقي لفن التاي تشي.
اليوم، حصلت على اعتراف وتوجيه من ثلاثة معلمين بارزين:
• الرئيس لين وينهوي نقل لي أساسيات فنون الطاقة والتاي تشي (الجيل الأول من فنون وانغ شي آن)؛
• المعلم تشاو هونغ وي (تلميذ مباشر للمعلم لي تشونغ لينغ) قام رسميًا بتعليمي كالتلميذ التاسع من الجيل المباشر لفن "شي يي" وعينني كمدير في أستراليا؛
• المعلم شان يينغ قام بتعليمي كجيل الثاني عشر من عائلة تشن والجيل السادس من عائلة وو في فن التاي تشي (مدرسة لي جينغ وو).
هذه الثلاثة خطوط تبدو مستقلة، لكنها تسير بالتوازي، وتشكل نظام تدريب كامل في جسدي - الطاقة الداخلية تُمارس من خلال وضعية الثبات، وفن "شي يي" يتخلل القوة والطاقة، وفن التاي تشي ينمي الهيكل والتوازن. لم أعتمد على أي خلفية أو منصة، ولم يكن لدي إخوة أو أصدقاء يسهلون لي الطريق، ولم يكن هناك من يمسك بيدي ليعلمني، بل اعتمدت على نفسي، بدءًا من نقطة وضعية الثبات لمدة مئة يوم، خطوة بخطوة، حتى وصلت إلى ما أنا عليه اليوم.
لذا أقول: ما يُسمى "رحلة التعلم على مدى آلاف الأميال" ليس مجرد شكل، بل هو عبور حقيقي. عبور من منطقة الراحة الثقافية، ومنطقة الحواجز اللغوية، ومنطقة الغموض التقني، ومنطقة التحيزات الهوية. ما يُسمى "التعلم الذاتي" ليس مجرد إغلاق الأبواب، بل هو نظام تدريب كامل بنيته من خلال ثلاثة أنظمة أصيلة، حيث يمكن لكل جزء التحقق بشكل مستقل، ويمكن لكل حلقة تتبع المسار، ويمكن لكل ضربة إثبات فعاليتها.
أستخدم تراكم ثلاثين عامًا فقط لأقول جملة واحدة:
المهارات الحقيقية ليست في الأساطير، بل في الطريق الذي تسلكه بنفسك؛ ليست في أيدي الآخرين، بل في جسدك.

المصدر: https://www.australianwinner.com/AuWinner/viewtopic.php?t=696894