[فن القتال] تمارين التحمل في الشتاء

المؤلف: وو تشاوهوي

التاريخ: 2025-6-26 الخميس، الساعة 5:24 صباحًا

········································

[فن القتال] قوة التحمل في الشتاء
شتاء سيدني، الساعة الخامسة والنصف صباحًا، لا يزال الظلام دامسًا، لا شمس على الساحل، فقط رياح البحر الباردة تعصف، وبرودة الهواء تقطع الجلد كالسكاكين، درجة الحرارة حوالي ست درجات، لكن درجة الحرارة المحسوسة بالقرب من الساحل لا تتجاوز درجتين أو ثلاث. كل نفس يحمل هواءً رطبًا وباردًا، حتى أنه يسبب ألمًا في الأنف، ومع ذلك كنت أرتدي فقط بنطال رياضي رقيق سريع الجفاف، وقميص بأكمام طويلة ومعطف خفيف، وأحذية رياضية، وقبعة جولف، دون واقيات للركبة، دون جوارب سميكة، دون أي معدات تدفئة إضافية، كانت التجهيزات كلها عبارة عن زي تدريب صيفي قياسي، بسيط لدرجة تكاد تكون "تدريب عاري". لم أقم بأي تمارين إحماء، ولم أتحرك عمدًا لتفعيل المفاصل أو أتحرك بسرعة لرفع حرارة جسدي، بل وقفت بهدوء في ذلك المكان المألوف، أتنفس بانتظام، وأركز ذهني، ثم أدخل بشكل طبيعي في حالة التدريب. سواء بدأت من وضعية الحصان، أو بدأت بممارسة التاي تشي أو سيف التاي تشي، في هذا الجو البارد القارس، كنت أستطيع أن أشعر بحرارة خفيفة في جسدي خلال ثلاث إلى خمس دقائق، وبعد عشر دقائق، تدفق الدم والطاقة جعل جسدي يتعرق بشكل متساوٍ، تتساقط قطرات العرق ببطء على ظهري، وتبدو عضلاتي قوية ومسترخية في الرياح الباردة. هذه الحرارة ليست نتيجة التحمل القاسي، ولا هي نتيجة إرادة تتحدى البرد، بل هي نتيجة لسنوات من التدريب المنهجي، حيث تم تحسين هيكل جسدي بالكامل، وتدفق الطاقة والدم بشكل طبيعي ومنظم، مما ينتج حرارة من الداخل إلى الخارج، ويبدد البرودة، مما يجعلني أشعر كأنني في دفيئة، ثابتًا وآمنًا.
استمر عملية التدريب حوالي ساعة ونصف، حافظت خلالها على تنفس متوازن، وتدفق الطاقة بسلاسة، ولم أشعر بالبرد طوال الوقت، ولم يكن هناك أي تصلب أو انكماش في جسدي، وكانت عضلاتي وعظامي في حالة من الاسترخاء والامتلاء. حتى مع هبوب الرياح البحرية على وجهي وظهر يدي، كانت بشرتي باردة، لكن داخل جسدي كانت هناك قوة دافئة تتدفق ببطء، كأنني أشعلت لهبًا ثابتًا في داخلي، مما جعلني أستطيع أن أمارس التدريب بهدوء في الرياح الباردة حتى النهاية. بعد انتهاء التدريب، كنت لا أزال قادرًا على الوقوف في مكاني أو السير ببطء، وكانت أفكاري هادئة، ولم أشعر بالحاجة الملحة لارتداء الملابس للتدفئة، ولم يكن هناك أي علامات على دخول البرد إلى جسدي.
هذه القدرة ليست نتيجة ليلة واحدة، بل هي نتيجة لسنوات من الالتزام بالتدريب، ومن تحسين الهيكل الداخلي باستمرار، ومن تراكم التدريب الذي يتجاوز حدود جسدي مرة بعد مرة. كل جزء من أجزاء التدريب، من ثبات وضعية الحصان، إلى الحركة البطيئة للتاي تشي، إلى سلاسة سيف التاي تشي، إلى التحكم في إيقاع فنون الطاقة، إلى تحريك هيكل "إي جين جينغ"، وصولاً إلى الثبات في وضعية "الدجاجة الذهبية" على أطراف الأصابع، كلها تعمل بصمت على فتح دورة الطاقة والدم داخل جسدي. عندما تبدأ الطاقة في التدفق حقًا، فإن الحرارة الداخلية ستتحرر بشكل طبيعي وتنتشر بالتساوي، ولن تؤثر علي البرودة بعد ذلك. يعتقد الكثيرون أنني أتحدى الحدود، لكنني أعلم تمامًا أن هذا ليس مجرد تحمل إرادي، بل هو تعبير طبيعي عن الاتصال الداخلي والخارجي، والتدفئة الهيكلية الذاتية.
في عدد لا يحصى من صباحات الشتاء هذه، أستخدم هذه الطريقة لإيقاظ جسدي، والتحقق من المسار الكامل لتدفق الطاقة، وأثبت حقيقة: أن التدريب الحقيقي لا يعتمد على القوة البدنية أو تحمل العضلات، ولا يعتمد فقط على التركيز الذهني لمقاومة العالم الخارجي، بل هو من خلال تدريب هيكلي عميق، يجعل تدفق الطاقة والدم يعمل بشكل طبيعي وفعال كما لو كان محركًا تم تشغيله، مما يؤدي إلى حالة من القدرة الذاتية على توفير الطاقة والتكيف الذاتي.
الكثير من الناس لا يستطيعون تخيل أنه في الساعة الخامسة والنصف صباحًا، ودرجة الحرارة ست درجات، مع هبوب رياح البحر، ودرجة الحرارة المحسوسة تصل إلى درجتين أو ثلاث، يمكن فقط بارتداء بنطال رقيق صيفي، وقميص بأكمام طويلة ومعطف خفيف، أن أشعر بالحرارة في جسدي خلال بضع دقائق، وأستمر في التدريب لمدة ساعة ونصف حتى يتساقط العرق ببطء على عظام الترقوة، حتى تمتلئ الأوعية الدقيقة في أطراف أصابعي وأقدامي بالحرارة. هذه الحالة، إذا لم يتم تجربتها شخصيًا، يصعب فهمها، لأنه بالنسبة لمعظم الممارسين، في ظروف مشابهة، حتى لو ارتدوا بنطالًا سميكًا، وملابس داخلية دافئة، ومعطفًا من الريش، وحتى ارتدوا قفازات، وواقيات للركبة، وقبعات دافئة، سيشعرون دائمًا بأيديهم وأقدامهم باردة، ومفاصلهم متصلبة، وتدفق الطاقة والدم بطيء، وحتى بعد نصف ساعة من التدريب، لا يزالون غير قادرين على الدخول في الحالة الحقيقية، ناهيك عن التعرق طوال الوقت.
استنادًا إلى ما قمت بقياسه وملاحظته خلال السنوات القليلة الماضية، فإن الممارسين العاديين في ظروف مشابهة، إذا لم يكن لديهم استعداد كافٍ للإحماء، غالبًا ما يشعرون بوضوح بالبرد يدخل إلى أيديهم وأقدامهم في المرحلة الأولية، ويعاني الكثيرون من برودة الأطراف وتصلب الركبتين، مما يمنعهم من الثبات. إذا قاموا أولاً بإجراء إحماء لمدة خمس إلى عشر دقائق، مثل الجري أو التمدد، يمكنهم أن يشعروا بارتفاع طفيف في درجة حرارة الجسم، ولكن إذا دخلوا مباشرة في وضعية الثبات أو ممارسة التاي تشي، غالبًا ما يحتاجون إلى خمس عشرة إلى عشرين دقيقة ليبدأوا بالتعرق قليلاً، وسرعة تدفق الطاقة والدم تكون بطيئة نسبيًا، وبعض الأشخاص بعد إكمال مجموعة التمارين لا يشعرون بالتعرق، بل يشعرون فقط بالحرارة الخفيفة. وفي بيئة ذات درجات حرارة منخفضة ورياح بحرية، لا يستطيع معظم الناس الاستمرار لأكثر من خمسة وأربعين دقيقة، إما أن يبدأ جسدهم بالارتعاش، أو يدخل البرد إلى أجسادهم، مما يجبرهم على إنهاء التدريب مبكرًا وارتداء الملابس السميكة للتدفئة.
أما حالتي في التدريب فهي مختلفة تمامًا، فمنذ أن وطأت قدمي نقطة التدريب، لم أقم بأي إحماء، فقط تنفس منتظم، وتركيز ذهني، خلال ثلاث إلى خمس دقائق، يمكنني أن أشعر بتدفق الطاقة بسلاسة، وجسدي يسخن، وبعد عشر دقائق، يتسرب العرق بشكل طبيعي ومتساوٍ، من الجذع إلى الأطراف، وأحافظ على حرارة مستقرة خلال عملية التدريب، وتدفق الطاقة والدم يكون سلسًا، حتى بعد انتهاء التدريب، لا يزال جسدي يحتفظ بالحرارة. هذه النتيجة ليست "مقاومة للبرد"، ولا هي مجرد إرادة تتحمل، بل هي نتيجة سنوات من التدريب العميق، مما يجعل جسدي قادرًا على التكيف الذاتي من خلال تحسين الهيكل وتدفق الطاقة بكفاءة، كأنها نظام دورة طاقة طبيعي وفعال، يتم تشغيله عند الحاجة، ويعمل بثبات عند الحاجة.
لذا، لا أنصح أبدًا الأشخاص الذين لم يتلقوا تدريبًا طويل الأمد بتقليد هذه الطريقة، خاصة في الشتاء، حيث يكون الجسم ضعيفًا أو يفتقر إلى التدريب المنهجي، فإن ممارسة التدريب لفترات طويلة في بيئة باردة بملابس رقيقة قد تؤدي بسهولة إلى دخول البرد، واضطراب تدفق الطاقة والدم، وحتى إلحاق الضرر بالطاقة الإيجابية. هذه القوة التي تبدو بسيطة في تحمل البرد، هي نتيجة سنوات من التراكم الهيكلي والتدريب الدقيق، وهي نتيجة طبيعية لجسد دخل في حالة من الاتصال الداخلي والخارجي، وليست ما يسمى بـ "تدريب التحمل" أو "تقنيات مقاومة البرد". هذه هي حالتي الحقيقية في ممارسة التحمل في الشتاء، هادئة ونقية، حيث يبدو جسدي كأن لهبًا مستقرًا يحترق داخله، يحافظ على درجة حرارة وقوة ثابتة في رياح الصباح الباردة.
استنادًا إلى قياساتي وملاحظاتي، فإن أداء الممارسين العاديين في ظروف مشابهة (الساعة 5:30 صباحًا، درجة الحرارة 6 درجات، درجة الحرارة المحسوسة 2-3 درجات، مع رياح بحرية) عند ارتداء معدات تدفئة عادية (مثل بنطال رياضي + سترة + قبعة + قفازات) يكون تقريبًا كما يلي:
أولاً، الحالة الأولية:
الكثير من الناس في هذه البيئة، حتى مع ارتداء ملابس دافئة، يشعرون بالبرد، خاصة في الأيدي والأقدام والركبتين.
إذا لم يكن هناك إحماء، غالبًا ما يشعرون بالبرد يدخل أجسادهم خلال أقل من ثلاث دقائق من الوقوف.
ثانيًا، وقت التعرق:
يحتاجون أولاً إلى إجراء إحماء لمدة 5-10 دقائق (الجري أو التمدد) ليشعروا بارتفاع طفيف في درجة الحرارة.
إذا مارسوا وضعية الثبات (مثل وضعية الحصان، أو وضعية الثلاثة أجسام)، عادة ما يحتاجون إلى 15-20 دقيقة ليبدأوا بالتعرق قليلاً.
الكثير من الناس أثناء ممارسة التاي تشي، حتى بعد إكمال مجموعة التمارين، قد لا يتعرقون، بل يشعرون فقط بالحرارة.
ثالثًا، حد تحمل البرد:
في حالة عدم وجود إحماء كافٍ ودرجات حرارة منخفضة جدًا، لا يستطيع معظم الناس الاستمرار لأكثر من 30-45 دقيقة، حيث يبدأ جسدهم بالشعور بالبرد، والتصلب، ودخول البرد إلى الجسم، مما يمنعهم من البقاء لفترة طويلة.
قليل من الناس يمكنهم مثلي الاستمرار لمدة ساعة ونصف في بيئة باردة، دون إحماء، وبملابس رقيقة، مع الاستمرار في التعرق.
رابعًا، ملاحظة خاصة:
حالتي هذه ليست نتيجة تدريب عادي، بل تتطلب تدريبًا طويل الأمد وتعديلات على الجسم، وقوة طاقة كبيرة لتحقيق ذلك.
إذا حاول الممارسون العاديون تقليد ذلك، فإنهم عرضة للإصابة بالبرد أو إلحاق الضرر بالطاقة الإيجابية، لذلك لا أنصح الآخرين بتقليد ذلك.

المصدر: http://www.australianwinner.com/AuWinner/viewtopic.php?t=696519